أفاد سعادة الدكتور ماهر حسب النبي خليل أستاذ وراثة وتربية الحيوان بكلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم بأنه على الرغم من وجود أكثر من 70% من أعداد الإبل بالمنطقة العربية مقارنة بالإنتاج العالمي (12 مليون رأس من 16 مليوناً) إلا أن المقدرة الإنتاجية للإبل العربية ما زالت منخفضة؛ نظراً إلى عدم التحسين الوراثي للسلالات العربية من الإبل. لذا يلزم المنطقة العربية تقييم وراثي لقطعان الإبل لمعرفة الفحول والنوق المتميزة وراثياً؛ للاستفادة منهما من خلال توزيع نسلهما على المربين بالمنطقة العربية، ومن ثم تحسين قطعان الإبل العربية وراثياً .

ومن هذا المنطلق نبتت فكرة التخطيط لبحث بعنوان: (التحليل والتقييم الوراثي لصفات الإدرار والنمو المبكر في الإبل السعودية) لفريق بحثي من كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم بالاشتراك مع مركز أبحاث تنمية المراعي والثروة الحيوانية بالجوف. وتركزت أهمية البحث في التقييم الوراثي لأداء قطيع الإبل بمركز أبحاث الجوف لصفات الإدرار المتمثلة في محصول الحليب خلال الثلاثة شهور الأولى من الإدرار، محصول الحليب السنوي، محصول الحليب الكلي، طول فترة الإدرار، محصول الحليب الشهري، محصول الحليب اليومي، وكذلك صفات النمو من الميلاد حتى عمر 12 شهراً. ومن خلال هذا التقييم يمكن الحكم على الصفات التي يمكن تحسينها في الإبل السعودية مع تقدير القيم الوراثية للنوق والفحول الموجودة بهذا القطيع .
أوضحت أهم نتائج الدراسة أن المقدرة التوريثية لصفات الإدرار والنمو كانت متوسطة أو عالية؛ مما يبشر بإمكانية تحسين الإبل السعودية وراثياً، ومن ثم زيادة إنتاجية هذه الإبل. وقد تأكد ذلك من نتائج التقييم الوراثي للنوق الحلابة التي لها سجلات وآبائها وأمهاتها التي ليس لها سجلات؛ حيث كانت القيم الوراثية متوسطة أو عالية لصفات الإدرار والنمو تحت الدراسة. اتضح ذلك من المدى الواسع في القيم الوراثية المقدرة، وهي 166.8 كجم، 1312 كجم، 1436 كجم، 282 يوماً، 121.2 كجم، 3.044 كجم لصفات محصول الحليب خلال الثلاثة شهور الأولى من الإدرار، محصول الحليب السنوي، محصول الحليب الكلي، طول فترة الإدرار، محصول الحليب الشهري، محصول الحليب اليومي على التوالي. كما بينت نتائج التقييم الوراثي المتحصل عليها لنمو الحيوانات التي لها سجلات والتي من دون سجلات بأن القيم الوراثية (التربوية) كانت متوسطة أو عالية القيمة؛ حيث كان المدى في هذه القيم هو 25.30، 39.6، 61.0، 70.1، 83.7، 104.3، 109.6، 111.0، 102.1، 96.7، 81.0، 115.1، 96.7 كجم لأوزان الجسم عند عمر الميلاد، 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12 شهراً على التوالي. كانت الاستجابات الوراثية والمتنبأ لها لجيل واحد من الانتخاب لصفات النمو متوسطة أو عالية لقائمة الحيوانات التي لها سجلات والتي من دون سجلات في هذا القطيع من الإبل السعودية؛ حيث تراوحت هذه العوائد الانتخابية بين 3.1 إلى 9.6 % لصفات الإدرار، بينما تراوحت من 5.7% إلى 12.2% لصفات النمو منسوبة إلى المتوسطات الحقيقية للصفات 


 ” أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ” صدق الله العظيم ….. سبحان الله هذه الإبل من المخلوقات التي طلب الله تعالي منا التفكر في خلقها ومعيشتها وحياتها انه حليب الإبل …..

فسبحان الله رب العالمين جميع أنواع الحليب يصنع منها الروب والجبن ماعدا حليب الإبل فهو يشرب بنوعه حليب فقط لا يمكن أضافه إليه بكتيريا اللبن كي يصبح روب  ( زبادي) .

ولننظر في فوائده الجمة !

تشير النتائج الأولية للبحوث التي أجراها بعض الخبراء والعلماء إن تركيب الأحماض الأمينية في حليب الإبل تشبه في تراكيبها هرمون الأنسولين، وان نسبة الدهن في لحوم الإبل قليلة وتتراوح بين 1,2 في المئة و2,8 في المئة، وتتميز دهون لحم الإبل بأنها فقيرة بالأحماض الأمينية المشبعة، ولهذا فان من مزايا لحوم الإبل أنها تقلل من الإصابة بأمراض القلب عند الإنسان.
إن حليب الإبل يحمي اللثة ويقوي الأسنان نظرا لاحتوائه على كمية كبيرة من فيتامين ج ويساعد على ترميم خلايا الجسم لأن نوعية البروتين فيه تساعد على تنشيط خلايا الجسم المختلفة، وبصورة عامة يحافظ حليب الإبل على الصحة العامة للإنسان .

مكونات ألبان الناقة :
أكدت مجموعة من العلماء بقسم علوم الأغذية بكلية الزراعة بجامعة الفاتح بليبيا, أن ألبان الإبل حليبها هي الأفضل من حيث ثرائها بمكونات الغذاء, ومن حيث سلامتها تماماً. ركز العلماء في البداية في أبحاثهم على حليب الناقة, والمقارنة بين خواصه الحيوية وألبان الأبقار , بعد كارثة أمراض جنون البقر التي تتجدد بين فترة وأخرى, وفي أكثر من بلد أوروبي وغيرها من الأمراض التي يمكن أن تصيب الأغنام كذلك. بينما لم يسمع أحد إصابة إنسان بأية أمراض من جراء تناوله ألبان النوق. وفي هذه الدراسة العلمية والمعملية التي شارك فيها مجموعة من أساتذة كلية زراعة جامعة الفاتح.

لبن الناقة يقي من مرض السرطان :
أثبت العلماء أن حليب الإبل يحتوي على كمية فائقة من فيتامين (ج) بما يعادل ثلاثة أمثال مثيله من ألبان الأبقار, في حين تصل نسبة (الكازين) إلى 70% من البروتين في ألبان الإبل, الأمر الذي يجعله سهل الهضم والامتصاص مقارنة بحليب الأبقار الذي تصل النسبة فيه إلى 80%, وكشفت الدراسة أن نسبة الدهون في حليب النوق هي أقل منها في حليب الأبقار, كما أنها حبيبات أقل حجماً يسهل امتصاصها وهضمها. فضلاً عن ذلك فان ألبان النوق تحتوي على مواد تقاوم السموم والبكتريا, ونسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض, خاصة للمولودين حديثاً. ويمكن وصف حليب الإبل لمرضى الربو,و السكري, و الدرن, والتهاب الكبد الوبائي, وقرح الجهاز الهضمي, والسرطان. لكن الدراسة العلمية كشفت عن مفاجأة أكبر, وهي احتواء ألبان الإبل على نسبة عالية من المياه تتراوح بين 84% و91% وهي نسبة غير موجودة في أي نوع من الألبان الأخرى, وقد تجلت قدرة الله تعالى في دور هرمون (البرولاكتين) في عملية دفع المياه في ضرع الناقة لتزيد كمية المياه في اللبن .

حليب الإبل لنوم هادئ :
ولوحظ أن هذه العملية تتم في الإبل وقت اشتداد الحر التي يحتاج فيها مولود ها الرضيع لهذه الكمية من الماء, وكذلك الإنسان العابر معها الصحراء إلى كميات متزايدة من المياه ليطفئ ظمأه. التجارب العلمية الليبية أثبتت أيضاً أن حليب النوق يحتفظ بجودته وقوامه لمدة 12 يوماً في درجة حرارة (أم) في حين أن حليب الأبقار يحتفظ بخواصه لمدة لا تزيد على يومين في نفس درجة الحرارة, وينصح أصحاب الدراسة بتناول كوب من لبن الإبل قبل النوم مع ملعقة من عسل النحل للتمتع بنوم هادئ وصحة جيدة. وصدق الله العظيم إذ يقول (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) .

معادلة حليب الإبل إلى الخضروات والفواكه :
أبرزت دراسة علمية أهمية ألبان الإبل كبديل غذائي مهم عن الفواكه الطازجة والخضراوات الو رقية، نظرا لغنى ألبان الإبل بالفيتامينات والمعادن اللازمة لسلامة صحة سكان البادية ، ويقول الدكتور عبد العاطي كامل رئيس بحوث الأبقار بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة إن ألبان الإبل تحتوي على كمية فائقة من فيتامين (سي)، وهو الأمر الذي يجعل لألبان الإبل أهمية عظيمة لسكان المناطق الصحراوية التي لا توجد فيها الخضراوات الو رقية الطازجة والفواكه .
وأضاف أن نسبة الفيتامينات والأملاح في ألبان الإبل تصل إلى ثلاثة أضعاف ما في ألبان الأبقار ومرة ونصف ما في ألبان الأمهات من النساء ، مؤكدا أن نسبة الكازين تصل بألبان الإبل إلى 70% من البروتين، الأمر الذي يؤدي إلى سهولة هضمه وسرعة امتصاصه في جسم الإنسان، كما أن تركيز فيتامين بي1، بي2، في ألبان الإبل تتفوق على نظيرتها في ألبان الأغنام والماعز…!


ما هو سر اعتزاز أهل الصحراء بنوقهم وما هي فوائد لبنها ؟
بشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلا للحمرة ، وهو عادة حلو المذاق لاذع ، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحا ، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه . وفي بعض البلدان لا يقبل الناس على حليب الناقة بل يرفضونه بسبب مذاقه الكريه على حد قولهم ، وإذا رج هذا الحليب فإنه تتكون رغوة فيه ولو لفترة بسيطة، وترجع التغييرات في مذاق الحليب هذا إلى نوع الأعلاف التي تأكلها الناقة أو النباتات الرعوية التي ترعاها ومياه الشرب التي تتناولها .
وعندما يترك حليب الناقة لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة وهي النسبة المئوية لحمض اللاكتيك فيه بسرعة ، ويتزايد محتوى الحليب من هذا الحمض المذكور من 03 % بعد تركه بساعتين إلى 0,14% بعد 6 ساعات . وعموما يمتلك الحليب الطازج حموضة منخفضة تزداد ببطء عند الحفظ ، كما أن خثرة حليب الناقة أكثر طراوة من حليب البقرة . ويكون لبن الناقة أبيض اللون ويخفف على نحو طفيف بعض الشيء بالمقارنة مع لبن البقرة .


 تعتبر الإبل حيوان الأمن الغذائي والرصيد الاستراتيجي للبدوي والمربي والمستثمر حينما يشتد القحط والجدب والجفاف ويندر الكلأ والماء، حيث تبقى الإبل كالطود الشامخ والسند المادي والمعنوي الحقيقي للحياة في الصحراء لقدرتها الفائقة على التأقلموالتحمل للضغوط البيئية القاسية، اقتصاديات استخدامها للماء والغذاء ولخواصها التناسلية الجيدة وقدرتها على مقاومة الأمراض واتساع مرعاها ومحافظتها على بيئتها الصحراوية وعدم تنافسها في تغذيتها ومرعاها مع الحيوانات الأخرى ( الأغنام والماعز ) . والإبل تمثل أحد العناصر الهامة في المنظومة الصحراوية وأن تنميتها تعد ضرورة اجتماعية يضاف إلى ذلك أهميتها الاقتصادية المربحة عن طريق تعظيم الاستفادة من إمكانيتها الإنتاجية العالية وتقليل الفاقد والمهدر من طاقتها الفريدة في الإنتاج . إن للإبل قدرة فائقة في تحمل ظروف الصحراء دون حيوانات المزرعة الأخرى لما لها من قدرة على التكيف الحراري عن طريق الوسائل الميكانيكية العديدة التي حباها بها المولى عز وجل مثل قدرتها على خفض حرارة جسمها في الصباح إلى 35 ْم ، وتمكنها من رفع هذه الدرجة إلى 41 ْم في المساء دون أي أعراض مرضية. وانخفاض معدلات النبض إلى ( 35 نبضة في الدقيقة ) .

أما التكيفات التشريحية نذكر منها قدرة عيون الإبل على الرؤية في الضوء الشديد وأنها محمية ضد الرمال . وكذلك الفتحات الأنفية ، وخزن الطاقة على صورة دهن في السنام ، كما أن الشعر (الوبر) يقوم بعزل الجسم أثناء درجات الحرارة العالية ، وقدرته على إعادة استخدام اليوريا عن طريق الكلى والغدد اللعابية . أن للإبل القدرة على اختيار واستساغة مجموعة كبيرة من نباتات المراعي التي لا تقبل عليها المجترات الأخرى، وهي تتجنب رعي النباتات السامة ولها القدرة على الاستفادة من النباتات المنخفضة في قيمتها الغذائية، للإبل القدرة على معرفة ما ينفعها وما يضرها، وهي تعتمد على ما حباها به المولى عز وجل من حاسة شم قوية للاستدلال والرجوع إلى مصادر الكلأ والمياه والموطن. وتستطيع الإبل أن تشرب مرة واحدة كل أسبوع في الصيف وكل عشرة أيام في الربيع والخريف وكل ستة أسابيع في الشتاء ، ولا تشرب مطلقاً في المرعى الأخضر دون حدوث أي أضرار للحياة أو الإنتاج. ويستطيع الجمل تحمل نقص الماء لمدة سبعة عشر يوماً في الصيف الحار ويرجع ذلك إلى قدرته على الاحتفاظ بماء أكثر في جسمه .

كما أن ضآلة الفاقد من الماء خلال الغدد العرقية وانعدام الفاقد تقريباً من الماء والطاقة عن طريق التنفس من العوامل التي تساعد الإبل في تحمل نقص الماء ، كما أنه يمثل أعلى درجات التكيف مع ظروف البيئة الصحراوية المحيطة.
لقد أصبحت تنمية الإبل ضرورة اقتصادية مربحة وليس فقط اجتماعية وذلك عن طريق تعظيم الاستفادة من إمكاناتها الإنتاجية الهائلة وتقليل الفاقد والمهدر من طاقتها الفريدة في إنتاج اللبن واللحوم والوبر والجلود بالإضافة إلى تحسين المرعى بما تخلفه من مواد إخراجية .
يمتد العمر الإنتاجي للناقة إلى خمسة وعشرين (25) سنة تنتج خلاله على الأقل (12 مولوداً) يصحبها (12 موسم حليب). يصل طول الموسم الواحد من (10-18 شهراً) ، متوسط إنتاج الحليب في الموسم الواحد (4500 كجم) حليب.
لحوم الإبل :
وزن الذبيحة حوالي (400 كجم) حسب العمر والجنس والنوع ومستوى التغذية ، وتتميز لحوم الإبل بأن نسبة التصافي (52-77%) ، نسبة الدهن (صفر-4.8%) ونسبة العظم (15.9- 38.1%) ، اللحم الأحمر (66%) . وتتميز لحوم الإبل بلونها الوردي ، وأليافها الخشنة والعريضة المرتبطة ببضعها البعض بنسيج ضام كثيف ، ولا يوجد دهن مختلط بالعضلات. دهنه أملس كريمي اللون مائل إلى الصفرة ، يتجمع دهنه في السنام والقصي . تعتبر لحوم الإبل من أفضل اللحوم نظراً لقلة الدهن فيها. وتتميز الإبل بكفاءة عالية في إنتاج اللحم وقد يصل وزن الجمل إلى 300 كجم في عمر سنة إذا كانت التغذية جيدة. ويعتبر سوق الإبل ببريدة من أكبر أسواق الإبل في المملكة .
حليب الإبل :
جاء في جامع الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم (إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه. وإذا سقي لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزىء من الطعام والشراب إلا اللبن ) .
مكونات الحليب :
المكونات الأساسية :
-( ماء 87% ، بروتين 4.21% ، دهن 4.33%)
-سكر لاكتوز تختلف نسبته حسب نوعية الغذاء ودرجة حرارة الجو والعمر.
المكونات الثانوية :
-المعادن : صوديوم ، كلور ، كالسيوم ، فوسفور ، بوتاسيوم ، مغنسيوم.
-عناصر نادرة : حديد ، نحاس ، منجنيز ، زئبق ، كبريت ، الومنيوم ، مليبديوم ، يود …. ألخ.

-فيتامينات : مثل (ج ، أ ، ب1 ، ب2 ، ب6 ، ب12 ، هـ).
-الإنزيمات الهضمية المختلفة.
وبالنسبة لحليب الإبل فإن أهميته تتضاعف بالنسبة لسكان المناطق الجدبة في توفير احتياجاته اليومية من الطاقة والبروتين ، ليس هذا فحسب ولكن لبن الإبل غذاء وشفاء لكثير من الأمراض بإذن الله مثل ( مرض السكر – سرعة التئام الجروح والعمليات الجراحية – علاج نزلات البرد والنزلات الشعبية) – تحسن وظائف الكبد وتقوية جهاز المناعة ، ولحليب الإبل خصائص تؤدي إلى تخفيض الوزن ، كما أنه سهل الهضم ، ويعطى للمرضى والشيوخ والأطفال والنساء الحوامل نظراً لقيمته الغذائية العالية وبخاصة الأحماض الدهنية وغير المشبعة وكما أنه مفيد في تكوين العظام.
وقد توصلت الدراسات الحديثة والتي اجريت منذ سنوات قليلة إلى ما أشار إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم من أهمية لبن الإبل لعلاج بعض الأمراض منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان. ، إن لبن الإبل يعالج الاستسقاء واليرقان ومتاعب الطحال . وهذا يثبت للغافلين أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وأنه عليه الصلاة والسلام كان موصولاً بالوحي ومعلماً من قبل الحق تبارك وتعالى . حليب الإبل سائل أبيض يميل إلى اللون الأصفر أحياناً حسب نوعية الغذاء ، طعمه لذيذ ، ورائحته طيبة ومذاقه بين الحلاوة والملوحة متجانس في كل أجزائه ، مفيد للإنسان من جميع أنواع الحليب الأخرى يحتوي على مواد كيميائية حافظة بشكل طبيعي وبذلك لا يتلف سريعاً كغيره من أنواع الحليب الأخرى ، وهو غذاء كامل يحبه الصغار والكبار على السواء .
يمثل الجلد حوالي 7% من وزن الحيوان الحي وتتميز جلود الإبل بمواصفات فيزيائية وكيميائية تجعلها أكثر نعومة ومطاطية وبالتالي أكثر قابلية للتصنيع من جلود الحيوانات الأخرى كما أنها سهلة الدبغ والتجهيز وتستخدم في صناعات عديدة . ينمو نوعان من الوبر في جلود الإبل تبعاً لأصنافها فهنالك الوبر القصير وهو عبارة عن ألياف دقيقة تستعمل في صنع العباءات وهنالك ألياف قاسية خشنة تستعمل في صناعة السجاد والبطانيات والخيم وينتج الحيوان الواحد من الإبل العربية من 1- 2 كجم سنوياً مع 5 كجم للرأس من الإبل ذات السنامين قال تعالي( ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين) )النحل: 80 .
لا يخفى على أحد ما تمثله الإبل بالنسبة إلى سكان المملكة في ماضيهم وحاضرهم ، وهي بلا شك بحاجة إلى العناية والرعاية والاهتمام والتطوير بم يتلاءم مع أهميتها في المملكة وما تمثله من موروث تاريخي ووطني وسياحي.
الإبل من أعظم مخلوقات الله ، سبحانه وتعالى جعلها شاهداً على قدرته داعياً الإنسان إلى التفكر فيها ضمن تفكره في مخلوقاته الأخرى العظيمة (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) ) سورة الغاشية 17). وهذا دليل على حكمته وتدبيره البالغ الكمال والتنزه في هذا الخلق المحاط بأسرار لا يعلمها إلا هو سبحانه وسنظل نكشف كل يوم سراً من أسرار الله في مخلوقاته ولن يبلغ العلم البشري حدود تلك الأسرار ذلك أن فوق كل ذي علم عليم وبعد أن انقضى ما بين 40-50 قرناً على استئناس الحيوانات المختلفة تبين أن الإبل تتميز بصفات إنتاجية تنفرد بها بين باقي حيوانات المزرعة

 

لا يخفى على الجميع أهمية الإبل كمصدر من مصادر الأمن الغذائي في بلادنا وكذلك كإرث يخلد عبر الأجيال ومن هذا المنطلق نجد حرص حكومتنا الرشيدة على الثروة الحيوانية بوجه عام والإبل بوجه خاص ،ولعل تشريف سمو صاحب السمو الملكيالأمير سلطان بن عبد العزيز لرعاية اللقاء الدولي عن الإبل هو أكبر دليل على ذلك، من هذا المنطلق يجب علينا التفكير الجدي بوضع استراتيجية للتحسين الوراثي للإبل في المملكة ومن هنا نتساءل ما الاستراتيجية التي يمكن اتباعها للوصول إلى الأهداف المنشودة من التحسين الوراثي بطريقة اقتصادية؟ ومن ثم يجدر الاهتمام هنا بتوصيف استراتيجية التحسين الوراثي عن طريق الانتخاب التي أثبتت فاعليتها في البلدان المتقدمة والتي لاقت نجاحاً كبيراً في إدارة مواردها الحيوانية. ومن المعروف أنه ليس هناك في الحقيقة استراتيجية واحدة للتحسين الوراثي للإبل متبعة على الصعيد العالمي بل إن هذه الاستراتيجيات تختلف من بلد إلى آخر حسب القدرات العلمية والإمكانيات المادية .
ولعل معظم هذه الاستراتيجيات الناجحة ارتكزت على ما يلي :
1- الترقيم وتسجيل البيانات : ويعتبر التسجيل من أهم أسباب الوصول إلى أهداف التحسين الوراثي المنشودة لذا يجب ترقيم حيوانات القطعان الأصيلة وتسجيل بياناتها.
2- أهداف التحسين الوراثي : من خلال الدراسات في البلدان المتقدمة حيث يمكن تحديد أهداف التحسين الوراثي لكل سلالة أو على الأقل لأهم سلالات الإبل .
3- التقييم الوراثي : يمكن استعمال طرق التقييم الوراثي التي تمكن من تقدير القيم الوراثية وتجعل عملية الانتخاب موافقة لما تم رسمه في أهداف الانتخاب .
4- توزيع الجينات : من مركز للأصول الوراثية كما هو متبع في مركز الأصول الوراثية بمنطقة الخرج مثلاً لفحول بقر الحليب ومن ثم توزيع الفحول عن طريق التلقيح الاصطناعي .
5- الاعتماد على السائل المنوي المنتج محلياً : فالسائل المنوي المنتج محلياً له مميزاته التي تتمثل في سهولة الحصول عليه وكذلك توافر عنصر الأقلمة فيه نظراً لأنه من حيوانات قطعت شوطاً نحو الأقلمة تحت الظروف المحلية، ولكن من عيوب السائل المنوي المنتج محلياً أنه من حيوانات لم يتم تقييمها وراثياً وزيادة احتمال التربية الداخلية باستخدامها .
6- استيراد السائل المنوي من بعض الفحول المتميزة وراثياً : وذلك من بعض الدول المتقدمة المنتجة للإبل ولأهمية النوق الحلوب وكيفية المحافظة عليها وراثياً لذا يجب أن نركز على اختيار فحول التلقيح في القطعان ولهذا الغرض أعطى علماء وراثة الحيوان أهمية كبرى لتقييم الفحول من حيث قيمتها الوراثية وقد ساعد في ذلك دقة طرق التقييم واستعمال الحاسب الآلي ونجاح التلقيح الاصطناعي وتقنيات المحافظة على السائل المنوي ونقل الأجنة .
ويأتي السؤال كيف تختار الفحول وما أسلم طريقة لاختيارها التي تتناسب وهدف الخطة الإنتاجية لقطعان الإبل ؟
ولعل ما يجب أن نبدأ به هو إنشاء جمعية تعنى بمربي الإبل تقوم على وضع الاستراتيجية المثلى من أجل البدء بخطوات علمية للتحسين الوراثي وتعمل أيضاً على إيجاد طريقة سهلة لمراقبة الإبل وتسجيل إنتاجها مما يمكن من تحليل هذه البيانات وتقييم الحيوانات وراثياً، ولعل إقامة مشاريع تنهج النهج العلمي في التسجيل من أهم الخطوات المطلوبة .

 

في هذا الموضوع سيتم شرح طرق العناية بالإبل حيث شكل هذا الحيوان عاملاً أساسياً في حياة المتعايشين من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية . فكانت الإبل مصدر الغذاء والكساء ووسيلة الحل والترحال ، وكذلك أهميته الإنتاجية في المملكة العربية السعوديةالعناية بالإبل :
الإبل الصحراوية صعبة الترويض والرعاية ، ولكنها تتصف بالصبر ، وتستجيب بسرعة للراعي الجيد الذي يعرف أساليب الترويض المناسبة ، والتي تتميز بالفطنة والذكاء .
إن العناية الصحية بالقطيع يعتبر من الأمور المهمة لدى المربين الحريصين على إبلهم ، فهي حديث مجالس البادية ، في محاولة لطلب نصيحة علاجية من صاحب خبرة . وقد اشتهرت خبرة ومهارة عدد من المربين في علاج بعض الحالات الصحية التي تصيب الإبل ، وقد يطلبون نصيحة الطبيب البيطري عند صعوبة الأمر . ويظهر ذلك حالياً في كون الإبل قرب المدن أو المجمعات القروية .

إن المواليد الناتجة من آباء سليمة وتحت رعاية صحية جيدة . تكون في الغالب بصحة جيدة تساعدها على إبراز قدرتها الوراثية العالية للنمو السريع في ظروف التغذية الجيدة ، وخاصة خلال السنتين الأوليين من عمر المواليد المرباة لإنتاج اللحم ( حواشي ) ، أو في حالة الرغبة في الاحتفاظ بهذه المواليد للتربية والإحلال في القطيع ( بكاكير وفحول ) .
ويعود سبب الاهتمام بمواليد الإبل ، كونها مصدراً مهماً للحم ، لأن لحوم الإبل تعتبر الغذاء البروتيني الأساسي لأغلب مناطق البادية ، التي تفضل لحوم الحواشي إذا توافرت على بقية أنواع اللحوم الأخرى كلحوم التيوس أو الأغنام  كما أن لحوم الحواشي تفضل بشكل خاص على لحوم البقر . ومن الطبيعي لدى البادية تفضيل لحوم الإبل على لحوم الدواجن والأسماك .

الأهمية الإنتاجية للإبل :
ارتبط تواجد الإبل بالصحراء حيث الظروف الإنتاجية القاسية . وشكل هذا الحيوان عاملاً أساسياً في حياة المتعايشين من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية . فكانت الإبل مصدر الغذاء والكساء ووسيلة الحل والترحال ، مقارنة بأنواع أخرى من الحيوانات ، ناهيك عن إمكانيات الإبل الفريدة في تحمل ظروف بيئية قاسية لا طاقة لحيوانات أخرى عليها ، لا بل قد تكون مهلكة لها .
وتعد المملكة العربية السعودية وعدد من البلدان العربية كالصومال وموريتانيا مستهلكاً لمنتجات الإبل الأساسية من اللحم والحليب . بيد أن إنتاج المملكة المحلي بصورته الراهنة لا يزال قاصراً على تلبية متطلبات السوق المحلية ، لذا تستورد المملكة الإبل خاصة للحوم .
تستطيع الإبل أن تنافس غيرها من أنواع الحيوانات الأخرى في كل من إنتاج الحليب واللحم 1997 Knoess . . 1984 Wilson ، وأظهرت دراسة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة عن الإبل في الوطن العربي أن الأهمية النسبية للإبل في الوطن العربي تتمثل في 15 % من مجموع الوحدات الحيوانية ، وتساهم الإبل بـ 9 % من إنتاج اللحوم ، 24 % من إنتاج الحليب ، 8 % من إنتاج الصوف ، 9 % من إنتاج الجلود . وقدر إنتاج الإبل في الوطن العربي بحوالي 298.2 ألف طن من الحليب الطازج و 213 ألف طن من اللحم ( أنظر وردة 1989 م ) .

Global For Vet

{picture#https://1.bp.blogspot.com/-XSB6eD5uNZY/XzOtz8Qxd3I/AAAAAAAAAxc/qAiFhWAjygI5p1u3Y05HD9F4bK_J8wSfgCLcBGAsYHQ/s0/%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%2584.jpg} اعجبك المقال يرجى مشاركة الموضوع لتعم الفائدة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.