لى مربي الأبل ومقتنيها , اليكم هذا الموضوع الذي يهتم بأمراض الأبل وطرق علاجها والوقاية منها قديما وحديثا .أولاً – الطب البيطري التقليدي القد يم :استخدم البدو وأصحاب الإبل , طرق وأساليب تقليدية محلية عديدة في معالجة أمراض الإبل , نذكر أهمها :1- المعالجة بواسطة الكي بالنار , وفي الحقيقة أكثر من (80%) من أمراض الإبل , كانت تعالج بهذه الطريقة .
2- المعالجة بالأعشاب والنباتات الطبية , واستخدم أكثر من (30) نوعاً من تلك النباتات في معالجة أمراض الإبل . نذكر منها / السنماكي ( العشرق )– الحنظل – الحبة السوداء – الشيح- القرض- القرع – الرمرام – الحرمل – السمسم – الحلبة – الكافور- العشار إلخ
3- المعالجة عن طريقة فصد الدم ( Bleeding)
4- المعالجة بالمواد المتوفرة لدى البدو مثل ( الزيت – القطران – الكبريت – البترول – ماء الملح المركَّز – إلخ . وتعطى بدرجة الحرارة العادية عن طريق الفم مباشرة , أو تصب على الجلد حامية أي حرارتها عالية ( بعد تسخينها على النار ).
5 – المعالجة بالمراهم التقليدية , التي يتم تحضيرها محلياً من قبل البدو أنفسهم , وأهم المواد التي تستخدم لتحضير المراهم هي / الحناء – الصبر – الشبة – الوبر- الدم – السمن – رماد العظام – رماد انواع من الأشجار – رماد البعر (البراز ) إلخ

6- استخدام مرق اللحم لمعالجة مرض التلبك الهضمي والإمساك
7- المعالجة بعض الأمراض العصبية بالسحر والشعوذة .

هذا ولا تقتصر المعالجة التقليدية على ما تم ذكره , بل في كثيرمن الأحيان يقوم أناس من البدو , وهم غالباً المتقدمون في العمر – وعددهم قليل جداً – بالتدخل في حالات عسر الولادة ويقومون بتقطيع الجنين الميت داخل الرحم بسكين عادية , وأحياناً في حالات انقلاب الرحم أو انقلاب المهبل , يقومون بإعادة الرحم إلى مكانه أو المهبل إلى مكانه , كما يقومون أيضاً ببعض العمليات الجراحية وخاصة عملية الخصي لذكور الإبل أو عملية شق الخراجات السطحية , أو عملية تجبير الكسور , ومعالجة الجروح الكبيرة .

وتجدر الإشارة إلى أن المعالجة التقليدية للإبل معظمها وربما كلها فردية وليست جماعية , ونسبة النجاح والشفاء فيها قليلة , ولكن لا يوجد أفضل منها في تلك الأماكن النائية
وهكذا كان في الماضي البعيد / حيث لم يكن هناك سوى الطب البيطري التقليدي القديم (الطب العربي) , وله فضل كبير مهما كانت نتائجه , حيث كانت الظروف البيئية والإ جتماعية صعبة للغاية , والإمكانيات الطبية تكاد تكون معدومة , ولولا هذا النوع من الطب , و مناعة الإبل القوية ضد العديد من الأمراض وخاصة الأمراض الوبائية الفيروسية والبكتيرية إلخ , لانقرضت هذه الثروة المباركة أو كادت
وعلى كل حال يعتبرالبحث في في موضوع الطب البيطري التقليدي المحلي مهمَّاً من الناحية التراثية أولاً , لآته تراث الآباء والأجداد , وهو تراث عربي أصيل , يجب أن نستفيد منه ونحميه ونحافظ عليه من الضياع برمته , بعد أن ضاع الكثير منه نتيجة موت أصحاب الإبل القدامى والمعالجون – لكبر سنهم – لأمراض الإبل بالطرق التقليدية , وهم الذين عاشوا حياتهم مع الإبل وعرفوا أمراضها وعالجوها بذكائهم وشجاعتهم وتجاربهم وخبراتهم وصبرهم .

وهذا الموضوع مهم أيضاً من الناحية العلمية ثانياً , حيث يستفيد من نتائج هذا البحث فيه , العديد من العاملين في مجال الإبل ومنهم بالدرجة الأولى / الأطباء والمراقبون والمساعدون البيطرييون , وكذلك المهندسون الزراعيون وجميع العاملين في مشاريع تنمية الإبل وزيادة أعدادها , ومشاريع تحسين المراعي وتطويرها , ومشاريع منع التصحر إلخ .



ثانياً – الطب البيطري الحديث :

وفي الوقت الحاضر / يمارس الطب البيطري الحديث معالجة أمراض الإبل , على أساس علمي صحيح , بكواد بيطرية مؤهلة وبامكانيات هائلة من أدوية ولقاحات ومستلزمات إلخ . لهذا كانت نسبة نجاح المعالجة بالطب البيطري الحديث عالية ,
خاصة وأن الإبل تستجيب للعلاج وتتماثل للشفاء بسرعة أكبر من الحيوانات الأخرى , بسبب قوة جهازها المناعي الفريد من نوعه .
وعندما لمس أصحاب الإبل هذا الفرق الواضح في نتائج المعالجة , وتأكدوا من فعالية العقاقير والأدوية الكيميائية الحديثة ومردودها السريع في شفاء الإبل من العديد من أمراضها خلال فترة معالجة قصيرة نسبياً ,وخاصة معالجة الأمراض التنفسية ( الإلتهاب الرئوي ) وأمراض الدم مثل الهيام (التريبانوسوما ) وأمراض الجلد ( الجرب والقرع والأكزما إلخ ) والأمراض البكتيرية التي تصيب الجهاز التناسلي والجهاز البولي إلخ ,إزداد نشاط أصحاب الإبل في طلب الخدمات البيطرية الحديثة وخاصة الإسعافية , مثل الولادة وانقلاب الرحم واستعصاء المشيمة والكسور إلخ , وكذلك في طلب مكافحة الأمراض الطفيلية الداخلية والخارجية بشكل دوري سنوياً .

الخلاصة :
في الماضي البعيد كان استدام الطب البيطري القديم بنسبة (100%) تقريباً , ونسبة الطب البيطري الحديث معدومة , وفي زماننا هذا أصبحت نسبة استخدام الطب التقليدي قليلة جداً وبحدود (25%) وتتم في المناطق النائية جداً , وأصبحت نسبة الطب البيطري الحديث في معالجة أمراض الإبل حوالي (70%) وهكذا مع مرور الزمن سوف تتناقص نسبة استخدام الطب التقليدي القديم وتزداد نسبة الطب البيطري الحديث , و بما أن الطب البيطري الحديث أصبح متوفراً في كل الدول العربية , ويزداد عدد الكوادر البيطرية المؤهلة سنوياً بفضل وجود كليات الطب البيطري في العديد من دول العالم العربي , وبما أن نتائج الخدمات البطرية إيجابية وأكثر فائدة للمواطن أولاً وللوطن ثانياً وعلى المستوى القومي

ثالثاً .أصبح لزاماً على المسؤولين وصنَّاع القرار في الدول العربية , إتخاذ القرارات الشجاعة والسريعة لتحقيق ما يلي :
5- فتح المزيد من المراكز البيطرية في المناطق القريبة من الحدود الصحراوية , ودعم تلك المراكز بوحدات بيطرية متنقلة , وتزويد تلك المراكز والوحدات المتنقلة بالسيارات و بالإمكانيات اللازمة وخاصة الكوادر الفنية والأدوية والأدوات إلخ , وكذلك التوسع فى الخدمات الإرشادية البيطرية .
6- تدريب أبناء البدو أنفسهم وخاصة رعاة الإبل , على الإسعافات الأولية للإبل . وذلك باقامة تورات تدريبية في المراكز البيطرية أو حتى في الصحراء
7- نشر الوعي الصحي البيطري بين البدو أصحاب الإبل عن طريق الإرشاد البيطري . وخاصة في دفن جثة الحيوان النافق تحت الأرض وعدم تركه على سطح الأرض .

د/ محمد مصطفى مراد الحموي
صنعاء) مكتب بريد معين

بعد ذلك يذكر أ.د/ عبد المنعم عبد الفتاح عبدالسميع
استاذ الأمراض الباطنة
ومدير مركز التحاليل والدراسات التطبيقية البيطرية

طرق العلاج الحديثة والأمراض ومسمياتها العلمية

أولا : الأمـراض الفيروسية :

[U]1 – مرض جدري الإبـل : Camel Pox[/u]

• وهو من الأمراض المعروفة والمنتشرة ويعتبر من أخطرها على الإبل إذا لم يُعالج. ويُصيب الحيوانات الكبيرة والصغيرة على السواء رغم أنه يُسبب الموت المباشر للحيوانات الصغيرة أكثر من الحيوانات الكبيرة (من الولادة حتى عمر سنة).
الأعـراض المرضية :• يتوقف الحيوان فجأة عن الأكل والاجترار نتيجة لارتفاع درجة حرارته كما تظهر حبيبات صغيرة على الشفتين والرأس ، وما بين الأرجل الخلفية وتحت الرقبة والصدر والبطن ثم تنتشر في باقي أجزاء الجسم ويمكن تحسسها تحت الوبر ثم تتحول هذه الحبيبات إلى بثور تحوي سائلا بداخلها، وبعدها تنفجر ليخرج السائل ويبقى مكانها قشور جلدية تغطي تحتها تقيحات.


• ينتشر هذا المرض بسرعة نتيجة الاختلاط والحك المستمر للحيوانات المصابة على أي شيء يصادفها ولو على بعضها البعض .

• فترة حضانة المرض من 3 – 15 يوماً وقد يشفى الحيوان بعد ذلك خلال 20 – 25 يوماً.
• يكثر انتشار هذا المرض في فصل الشتاء حيث نقص المراعي وشدة البرودة.
• قد تتشابه الأعراض مع أمراض أخرى مثل الحمى القلاعية ومرض القرعة وأحياناً مع الجرب.
• لا يوجد علاج خاص بالمرض ولكن يمكن التحصين ضده ، كما يمكن علاج الحيوانات المصابة بإعطائها المضادات الحيوية للوقاية من الإصابات الجانبية الأخرى.

[U]2 – مرض السعار: Rabies[/u]

• إن هذا المرض قليل الحدوث في جمال الوطن العربي كما إنه يُشكل تهديداً جدياً لحياة البدو والرعاة إضافة إلى حياة الطبيب البيطري أو مساعده ، وكل من يقوم بالفحص والمتابعة أو المعالجة. إن اللعاب والدمع الذي يسيل من الجمل المسعـور يحمل الفيروس ، وهذه السوائل تشكل مصدراً للخطورة الشديدة للعدوى وانتقال المرض.
• والسعار لا ينتقل إلا عن طريق الملامسة كالعقر ( العض ) أو تلوّث الجرح أو الخدش الموجود باللعاب أو بدم الكلب المسعور أو الحيوان المسعور.
• يجب تفريق المرض عن الحالات الأخرى كالتهيج الجنسي والعنف الذي يلازم ذكور الجمال خلال فترة الشبق وكذلك عن حالات الترنح التي تعقب الإفراط بشرب الماء بعد فترة عطش شديدة.
طــرق الوقايــة :
• يجب التخلص من الجمل المسعور حالا ودفن الجثة بعمق لمنع وصول الحيوانات خاصة أكلة اللحوم منها لمثل هذه الجثث .
• يجب التأكـد من حدوث حالة عقر صادرة من كلب قبل الحكم على حصول الإصابة وخاصة مع تواجد الكلاب السائبة والمشتبه بها.

• يجب حقن الجمل المعقور باللقاح الحي (Inactivated).
3 – الطاعــــون البـقــــري (أبو هـــــــذلان) : Rinder Pest
4 – الحمى القلاعية ( أبو لسـين ) Foot & Mouth Disease

• إن الاعتبارات الوبائية (الإبدميولوجية) تدلل على إمكانية تعرض الجمال للإصابة بالطاعون البقري أو الحمى القلاعية وهـما من أمراض الماشية بالرغم من عدم إفراز صورة سريرية واضحة كما هو الحال عند الماشية المصابة بهذين الوباءين .
• وحيث أن المرضين المذكورين محصوران في منطقة الشرق الأوسط على الأغلب .
• وحيث أن الجمال العربية تقطع مسافات شاسعة من الترحال ، فيتوجب على السلطات البيطرية الانتباه إلى احتمال كون الجمل يلعب دوراً وسيطاً ناقلاً للمرض إلى الماشية دون أن تظهر عليه علامات المرض.

• الخطوات العامة التي يجب إتخاذها نحو التخلص من الأمراض :

1- العلاج المستمر بواسطة المضادات الحيوية عن طريق الحقن.
2- مقاومة الحشرات والطفيليات باستمرار.
3- التطعيم ضد جدري الإبـل وخاصة في الحيوانات الصغيرة قبل عمر سنة.
4- التطعيم ضد الأمراض المعدية والفتاكة مثل الحمى القلاعية وغيرهـا.
5- التطعيم ضد أمراض الجهاز التنفسي ومرض السـل .
6- التجريع ضد الديدان والطفيليات الخارجية باستمرار حتى يتم القضاء عليها.
7- عدم السماح بالاختلاط المباشر وخاصة في حالة ظهور علامات أي مرض من الأمراض .
8- عدم رعي الحيوانات بالمراعي التي قد رعيت من حيوانات سبق أن أصيبت بمرض معـد أو ديدان معوية قبل مرور سنتين على الأقــل.
9- مراقـبة الحيوانات باستمرار والتنبيه إلى الأعـراض الأوليـة لأي مرض وتبليغ الجهات المسئولة عن ذلـك.
10- تتبع إرشـادات الطبيب البيطري في تطبيق العـلاج ضد الأمراض.
الصفخة الثانية

[B]ثانياً : الأمـراض البكتيرية :

1 – الجمرة الخبيثة ( الحمى الفحمية ) : Anthrax

• العامل المسبب هو جراثيم عصوية تدعى عصيات الإنثراكس.
• وهذه العصيات تلوّث الأرض عند طرحها من قبل الحيوان المصاب وتبقى لسنوات عدة على شكل سبورات (حويصلات) وتحدث الإصابة عند ملامسة هذه العصيات أو سبوراتها سواء عن طريق ابتلاعها مع الغذاء أو عن طريق الجروح أو انتقالها بواسطة الذباب والحشرات مثل الذباب الأزرق Tabanus Fly.
العـلامات المرضية :
• الجمرة الخبيثة مرض حاد معد يتميـّز بالحمى الشديدة مع الحدوث المفاجىء في حيوان أو بضعة حيوانات بدون ظهور أي بوادر أو أعراض مرضية سابقة وغالباً ما يشاهد الجمل السليم نافقاً أو في حالة احتضار.
• الأعراض في الجمال التي تفلت من الموت هي تورمات تحت الجلد والتهاب شديد في الحنجرة مع وجود بول غامق اللون مع نشوء الحمى والمغص مع ظهور رائحة كريهة قبل النفوق كما تتميـّز بعض الحالات بالإسهال الدموي وتدلي الشرج وقد تصاب جثة الجمل بالتحلل السريع وانسياب دم غامق يشبه لون القار من الفتحات (المخارج) الطبيعية للجسم كالمناخر والشرج.
• ومن النادر معالجة حالات الانثراكس نظراً لكون دورة المرض ومدته سريعة وقصيرة أو مهلكة وقد تعالج بعض الحالات (كما في بقية المجترات والمواشي) باستعمال عقار البنسلين أو تتراسيكلين بشكل وقائي أو علاجي في بداية الثورة المرضية في قطيع الهجـن وتستعمل الجرعة نفسها التي تعطى للأبقار .

2 – مرض الإجهاض المعـدي ( البروســيلا ) :

• يُسبب المرض نفس الميكروب في الأبقار B. Abortus ويحدث الإجهاض عامة في النصف الثاني من الحمل ولا يستمر المرض لأكثر من ثلاثة أعوام في الحيوان .
3 – مرض إلتهاب الأمعاء أو السالمونيلا :
• مرض يُسبب النفوق في صغار الإبل حتى عمر عام نتيجة إصابتها باضطرابات معوية بسبب ميكروب السالمونيلا لذلك يجب البحث عن السبب ومعالجة الحيوانات الصغيرة بصفة خاصة.

4 – مرض الإسهـال الأبيض :

• ويُسمى أيضاً ” مرض بكتيريا العصيات القولونية ” حيث يُسبب للإبل إسهالاً أبيض اللون ، وتعطى الإبل المصابة مضادات حيوية وفيتامينات .

5 – النخر الجلدي المعدي (السعفة) : Contagious Skin Necrosis

• يُرجح الباحثون سبب المرض إلى أسباب متعددة وكذلك نقص الملح من الجسم وخصوصاً في مناطق الرقبة والأطراف الخلفية ولأن الإصابة مؤلمة فقد يضطر الجمل المصاب إلى الحك أو حتى عض المنطقة المصابة مما يؤدي إلى نشوء التقرحات.
• ينعدم المرض في جمال البدو التي تعطى الملح أو التي تتناول الأعشاب البرية الحاوية على الملح.
• تم عزل ميكروب المكورات السبحية اللبنية Str. Agalactia ، وتم علاج الحيوانات بحقن المضاد الحيوي المركـّـب من محلول البنسلين والستربتومايسين المعـلـّـق.

6 – مرض الكـزاز : Tetanus

• يُسبب المرض بكتيريا من نوع كلستريديم الكزاز Colostridium Tetani ويتميّـز بالتشنج وتصلب الذيل والأطراف إضافة إلى تشنج الفكين وتقلصات تشنجية في العضلات الإرادية وفرض التحسس من الضوء واللمس .
• يتم علاج الجمل المصاب بترياق مضاد الكزازAntitoxin. وتصل الجرعة التي تعطى عن طريق الوريد إلى 200 ألف وحدة.
ثالثاً : الأمـراض الطفيلية :Parasitic Diseases

1 – داء المثقبيات (أوليات الدم) : Trypanosomiasis

• وهي من أخطر الإصابات وأكثر أمراض الجمال أهمية ويُصطلح عليه بعدة تسميات بحسب المناطق وباختلاف لهجات البادية ومن هذ التسميات : الزريجي أو الدباب أو السرا Surra.
• المرض واسع الانتشار بين الجمال في منطقة الشرق الأوسط ، وإذاما أهملت الإصابة بدون معالجة فإنها بلاشك تكون مهلكة.
• العامل المسبب هو عامل طفيلي مهدب وحيد الخلية ينتمي إلى عائلة المثقبيات ويُسمى Trypanosoma Evansi وهو من أوالي الدم.

إنتقال المرض وانتشاره :
• تكثر الإصابة عند اشتداد تكاثر الذباب الناقل للمرض (الذباب الأزرق) كالتبانيد Tabanids أو Stomoxys في الأوقات المعتدلة من السنة (موسم تكاثر الوسيط الناقل) بداية من شهر مارس وخصوصا في المناطق المعشـبة والقريبة من الماء حيث تعتبر ملائمة لتكاثر الوسيط.
• وغالبا ما تكون هذه العوامل (الفصل المناسب / الطقس / تكاثر الذباب الناقل / المنطقة الموبوءة) معروفة لدى أهل البادية ويقومون باجتناب وتفادي الأمر زماناً ومكاناً إلا أن الحاجة والجدب قد تدفع البعض للمخاطرة وارتياد المناطق الموبوءة وبذا تكون هـجـنهم مكشـوفة ومعـرّضـة للإصابـة.
أعـراض المرض :
• الطور الحاد من المرض : يُـصـاب الجمل بالقهـم والخمول بحيث يُصبح أصم ويصاب بالهزال الشديد كما تظهر تورمات خزبية Oedema واستسقاء في مناطق البطن والرقبة والأطراف وقد يكون الجمل محموماً بشكل مستمر في فترات متقطعة ، كما أن الناقة المصابة بالمرض الحاد قد تصاب بالإجهاض ، والإبل المصابة تعاني من فقر الدم ، وعند ترك الحيوان بدون علاج فقد ينفق الحيوان خلال 3 – 4 أسابيع .
• الطور دون الحاد Sub Acute أو المزمن Chronic : يصعب على البدوي التعرف عليه خصوصاً وأن فترة المرض تمتد إلى 2 – 3 سنوات تتخللها حمى متقطعة وفترات طويلة بدون حمى والمرض بنوعه المزمن يتميـّز بالهزال الشديد وتقلص السنام واختفاء الشحم منه كما يظهر الخزب وفقر الدم مع ظهور القشار الجلدي وخلق بيئة ملائمة للإصابة بالطفيليات الخارجية كالحلم . وقد يظهر اليرقان ( الصفار ) Jaundice إضافة إلى ظهور البقع الدموية على الأغشية الطلائية وأحياناً البول المدمم Haematuria .
طرق تشخيص الإصابة بالسرا ( الزريجي ) :
• من مؤشرات الإصابة الموسم الملائم ثم يجري فحص الحالات المرضية عن طريق فحص لطخات من الدم Wet Film خلال مرحلة الحمى ثم تقاس درجة الحرارة من الشرج للتأكـّد من الحمى.
• يجب السيطرة على الحيوان أثناء الفحص ( الحيوان مسيطر عليه في وضع الجلوس ) ثم يتم شق بسيط في طرف الأذن بواسطة مشرط جراحي أو مقص حاد ، والحصول على قطرة دم توضع على شريحة زجاجية نظيفة ومن ثم يجري سحب القطرة وفرشها على الشريحة وتغطى بغطاء زجاجي ويتم فحص العينة تحت المجهر ، وإذا كانت النتيجة موجبة نـُشاهد أوالي الدم (الطفيل) وهو يتحرك بشكل لولبي بين الكريات الحمر.
• العيـّنة الجافة Dry Film : يتم أخذ عيـّنة الدم بالطريقة السابقة سحبها على الشريحة الزجاجية بواسطة شريحة زجاجية أخرى بزاوية 30 درجة للحصول على مسحة رقيقـة Thin Smear ثم يجري تثبيتها بالكحول المثيلي لمدة 10 دقائق ثم تصبغ بصبغة النيلة (الجيمسا ) Giemsa لمدة ثلاثون دقيقة ثم التشخيص المجهري.
• الفحص باستخدام كلوريد الزئبق : يستخدم هذا الفحص في الحالات التي تعاني من المرض دون الحادة أو المزمنة حيث تعتمد هـذه الطريقة عن التغيرات البيوكيميائية (تغيرات البروتين) في الدم ، وهذه الطريقة عبارة عن : أخذ قطرة من مصل دم الحمل المشتبه بإصابته ويضاف إليها 1 ملليمتر مكعب من محلول كلوريد الزئبق المحضـّر حديثاً بتركيز 1 : 2500 فإن كانت الحالة إيجابية ينشأ راسب أبيض حالاً ، وفي الحالات السلبية لا يحدث أي تغيير.
• يمكن تشخيص المرض بطرق معملية أخرى مثل فحص تطعيم القوارض Rodent Inoculation بالدم المصاب ( أي المأخوذ من جمل مصاب ) وتعتبر هذه الطريقة أحسن طريقة معملية.
عـلاج المرض :
• السرامين Surramin بتركيز 10% ( 5 جرام في 50 ملليمتر مكعب) من الماء المقطر ويحقن عن طريق الوريد.
• Isometmidium Chloride 1 ملليجرام / كجم من وزن الحيوان ( حقن عضلي ).
• Quinapyramine Compounds (مثل أنتريسيد) بتركيز 10% بجرعة 5 ملليجرام /كجم من وزن الحيوان بالحقن تحت الجلد.

السيطرة والوقاية من المرض :
• تجنب مناطق توطـّن المرض خصوصا الأراضي الرطبة ومناطق المستنقعات والمياه الراكدة حيث يتكاثر الوسيط الناقل.
• تعالج الجمال المهيأة بالسرامين ٍSurramin بكمية 10 ملليجرام / كجم من وزن الحيوان غالباً ما تبدأ بين شهري يناير وفبراير من كل عام.
• إستعمال طارد الحشرات والذباب.

2 – الجـرب الساركوبتي : Sarcoptic Mange

• إن هذا النوع من الجرب يُـعتبر واحداً من أهم وأخطر الأمراض عند الجمال والإصابة تتميز بالحكة (الهرش) الشديدة ، والعامل المسبب هو نوع من الحلم المسمى : Sarcoptic Scabiei Var Cameli ويظهر المرض غالباً على الجهة الأنسـية للفخذ Inguinal Region إضافة إلى الرقبة والخواصر وغالباً ما يتزامن المرض مع سوء التغذية ، وتلعب الجمال السائبة دوراً في نشر المرض عند الاختلاط بالقطعان السليمة خلال عملية الشرب من مصدر مائي واحد.
العلامات المرضية :
• إن حلم الساركوبتي يحفر داخل الجلد Burrowing Mite مُسبباً هرشاً شديداً وتورمات حطاطية Papule (إصابة حادة) وهو عبارة عن إلتهاب حاد يحدث كرد فعل للجسم ضد فعالية الطفيل.
• ظهور بقع عارية من الوبر بالإضافة إلى خزب مصلى Serous Exudate يتحوّل إلى قشور Scabs ويزداد الهرش كلما قام الطفيل بالحفر داخل الجلد مما يؤدي إلى امتناع الجمال المصابة عن الأكـل ( القهم )أو الرعـي مع قلة الحليب وربما إلى انقطاعه.
• كلما زاد الهرش ذات حدة مزاج الجمل المصاب ويقوم بحك نفسه أو حتى العض مما يؤدي إلى إصابة نفسه بتقرحات وسحجات وعند تساقط القشور تترك خلفها بقعاً جلدية عارية ومحمرة الحافات وتكون هذه المناطق محدودة ثم ما تلبث أن تتسع كلما انتقل الطفيل إلى المناطق السليمة على جلد الحيوان المصاب وربما يصاب الجسم بأكمله.
• عند عدم التدخـّـل بالعلاج تضعف الجمال المصابة وتصاب بالهزال الشديد وتتحول الحالة إلى حالة مزمنة في غصون 2 – 3 أسابيع كما يحدث فرط تقرن Hyperkeratosis يؤدي إلى نشوء الجلد الطباشيري حيث يغطى الجلد قشرة دقيقة بيضاء ناعمة أشبه بمسحوق الطباشير.
تشخيص الجرب الساركوبتي :
• يعتمد التشخيص على العلائم المرضية كما يعتمد التشخيص النهائي على فحص الجرفة الجلدية Skin Scraping ومشاهدة العامل المسبب : الحـلــم Mites.
العلاج وطرق السيطرة :
• السيطرة على الحلم المسبب للجرب تكون بالمبيدات الكيماوية ولكن المرض شديد المراس وإمكانية النجاح في القضاء عليه ليست ميسورة.
• يستخدم مستحضر الجاماتوكس Gamatox أو الديازينون Diazinon والمعروف تجارياً باسم نيوسيدال Neocidal بطريقة الرش ( 1 – 1.5 ملليمتر مكعب / في اللتر ).
• في بعض الأحيان يتطلب استعمال فرشاة قوية تغمس في سطل يحوي العلاج المخفف لغرض ترطيب البثور والأنسجة المتقرنة وأحيانا يتطلب الأمر إعادة المعالجة 4 مرات أو أكثر بعد استراحة 10 أيام للحصول على العلاج الناجح.
• العلاج باستخدام العـقـار إفرمكتين Ivermectin قد استعمل وبنجاح بالغ وذلك بحقنه تحت الجلد بمقدار 0.2 ملليجرام / كجم من وزن الجسم ( 1 ملليمتر مكعب / 50 كيلوجرام من وزن الحيوان).
• الجمال التي تنفق من جراء المرض يجب أن تدفـن عميقاً وتغطى بالجير Lime وتحرق معها العدة والسرج أو الحوامل ويُـرش مكان إيوائه بالديازينون ، كما تمزج التربة بالجير أيضاً.
الصفحة الثالثة

* أمراض طفيلية أخـرى :
• القمـل : قد تـُصاب الإبل بالقمل وتسبب لها حكة مما يؤدي إلى سقوط الوبر من على جسمها ، لذا تقاوم هذه الحشرات بواسطة الأدوية المتوفرة .
• الذباب القارض : يسبب إزعاجاً للإبل بالإضافة إلى امتصاصه للدم ، كما ينقل مرض الجفار (الدباب) لذلك يجب القضاء على الذباب والابتعاد عن رعي الإبل في المناطق الرطبة.
• القراد : طفيل يُسبب ضعفاً عاماً للجسم ويصيب أغلب الحيوانات ، ويوجد نوع مثل الهيلوما الذي يعيش في الأماكن العميقة من الجسم مثل قاع الأذن وتحت الأرجل الخلفية وتحت الذيل.

رابعاً : أمراض غـير معـدية ( أمراض الحالات الفردية ) :
* إلتهاب الأنفحة ( المعدة) Abomasitis
• وهو التهاب المعدة الحقيقية ، الذي غالباً ما يصاحب الإصابة بديدان الهيمونوكس Haemonchosis ، أو تناول الأعشاب السامة أو تجريع الجمل مواد كيماوية مهيجة كالزرنيخ.
• ويتميز المرض بالقهم Anorexia وأحيانات التقيوء Vomition وصرير الأسنان Teeth Grinding والإسهال وعدم القدرة على النهوض .
• لدى إجراء الصفة التشريحية تشاهد احتقان الأغشية الطلائية للمعدة والتهابها وربما أمكن مشاهدة الديدان الحمراء المدورة في حالة الإصابة الطفيلية.
• يـتركز العلاج على إزالة العامل المسبب بعد تشخيصه مع تجريع الحيوان بالملطفات أو طارد الديدان إن كانت الإصابة مثبتة.

* ذباب الوشـق Bot Fly
• تطرح إناث الوشق المسماة Cephalopina Titilator يرقاتها في مناخر الجمل خلال الفترة من أواسط أبريل حتى أواسط يونيو ، وتبدأ تلك اليرقات بمغادرة الخيشوم Nasopharynx حتى تصل دور البلوغ وتسمى عند ذلك بالحوريات Maggots والتي بدورها تسبب التهيج والتخديش في الغشاء المخاطي البلعومي Pharyngeal Mucosa مسببة السعال (الكحة) وأخيراً تطرح هذه اليرقات البالغة (الحوريات) عن طريق العطاس.
• من الأعراض السريرية خروج سائل رشحي أنفي وصعوبة التنفس ، والتنفس عن طريق الفم وحالما تطرح هذه اليرقات البالغة إلى الخارج فإن الحالة لا تحتاج إلى علاج.
• يمكن العلاج باستخدام عقار Ivermectin.

* إلتهاب القصبات والرئة Broncho-Pneumonia
• ينجم المرض عن طريق الإصابة بالديدان الخيطية ، ويُسمى المرض بالتهاب القصبات الطفيلي أو ذات الرئة الديدانية.
• العامل المسبب هو الطفيل Dictyocaulus Filaria حيث يتواجب الطفيل داخل القصيبات والشعب الهوائية والإصابة تشابه نظيرتها في الأغنام والماعز.
• إن دورة حياة هذه الديدان تمر في قناة الهضم وتستقر أخيراً في المجاري الهوائية وتقذف عن طريق السعال المتكرر إلى الخارج حيث تسقط على العشب والحشائش التي تصبح ملوّثـة لوجود الطور المعدي عليها وتصبح أيضا بؤرة لإصابة بقية الحيوانات.
• يتم السيطرة على هذا المرض بإعطاء طارد الديدان المناسـب.

* إحتباس أو إنحشار القبة والأنفحة (Impaction of Omasum and Abomasum)
• لا يحدث احتباس الكرش كمرض منفرد في الجمال ولكن يحدث احتباس المعدة الثالثة والرابعة وذلك من جراء امتلائهما بالمواد الجافة كما قد ينشأ جراء تناول بعض الجمال للرمــل.
• يتميّـزالمرض بالإمساك مع نشوء مغص خفيف وتقيؤ علماً بأن المغـص والقىء هما علائم فرضية للتسمم بالنباتات المخدشـة .
• يمكن جس وتشخيص المرض على الخاصرة اليمنى بعد الضلع الأخير .
• يعالج الحيوان بعدم إطعامه وتجريعه سلفات المغنسيوم متبوعة بإعطاء الماء فقط ، وقد تستعمل الحقنة الشرجية مرتين يومياً .
• وفي حالة تناول الرمل تعطى المسهلات ويمكن أيضا إعطاء زيت الخردل وبكمية لترين ، وغالباً ما يكون مصير هذه الحالات جيداً .

* إلتهاب اللهـاه Palatitis
• إن بروز اللهاه الناعم Soft Palate في ذكور الجمال اليافعة والبالغة تشاهد أثناء موسم الأنسال (الشبق) أو التزاوج .
• يتميز المرض بصعوبة البلع والقهم ومد الرقبة ورفع الرأس إلى أعلى لتسهيل عملية الابتلاع والتنفس ، كما قد تتميز بخروج الروائح الكريهة من الفم والمناخـر وقد يكون مصحوباً بالسعال وسيولة اللعاب والرغوة وصرير الأسنان والحمى.
• تعالج هذه الحالات جراحياً وذلك بإزالة الجزء الملتهب أو المصاب .

* ضربة الشمس Sun Stroke
• قد تتعرض الجمال لضربة الشمس التي تتميّز بالإصابة المفاجئة وارتفاع درجة الحرارة والتهيج، ومن ثم الرقود والإغـماء وقد تؤدي إلى الهلاك في 60% من الحالات التي لا تعالج ويُـنصح بفصـد الوريد الوداجـي (Jugular Vein Bleeding) والتخلص من أربعة لترات من الدم أو خمسة ومن ثم وضع قالب من الثلج على الرأس.

* مرض التهاب الضـرع
• يُصيب أغلب حيوانات المزرعة ، وفي كثير من الأحيان يُسبب إتلافاً جزئياً أو كاملا للضرع إذا لم يـُعالج .

* أمراض أخـرى متفرقــة
• نزلات البرد .
• الاضطرابات الهضمية وسببها تغيير في أنواع التغـذية .
• نقص الفيتامينات والأملاح .
• الكســور .
• إحتباس البول ، وينتج عن وجود عناصر الكالسيوم بنسبة عالية جداً في مياه الشرب .
• إلتهاب المفاصـل.
الخطوات العامة التي يجب إتخاذها نحو التخلص من الأمراض :
1- العلاج المستمر بواسطة المضادات الحيوية عن طريق الحقن.
2- مقاومة الحشرات والطفيليات باستمرار.
3- التطعيم ضد جدري الإبـل وخاصة في الحيوانات الصغيرة قبل عمر سنة.
4- التطعيم ضد الأمراض المعدية والفتاكة مثل الحمى القلاعية وغيرهـا.
5- التطعيم ضد أمراض الجهاز التنفسي ومرض السـل .
6- التجريع ضد الديدان والطفيليات الخارجية باستمرار حتى يتم القضاء عليها.
7- عدم السماح بالاختلاط المباشر وخاصة في حالة ظهور علامات أي مرض من الأمراض .
8- عدم رعي الحيوانات بالمراعي التي قد رعيت من حيوانات سبق أن أصيبت بمرض معـد أو ديدان معوية قبل مرور سنتين على الأقــل.
9- مراقـبة الحيوانات باستمرار والتنبيه إلى الأعـراض الأوليـة لأي مرض وتبليغ الجهات المسئولة عن ذلـك

إرسال تعليق

Global For Vet

{picture#https://1.bp.blogspot.com/-XSB6eD5uNZY/XzOtz8Qxd3I/AAAAAAAAAxc/qAiFhWAjygI5p1u3Y05HD9F4bK_J8wSfgCLcBGAsYHQ/s0/%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%2584.jpg} اعجبك المقال يرجى مشاركة الموضوع لتعم الفائدة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.