خلق الله الإبل وجعل فيها أسرار وعجائب وحث الناس على التأمل في خلقها، وجعل تلك العجائب حافزاً على التفكر في عظمة خلقه ، حيث جعلها من الآيات الدالة على ربوبيته واستحقاقه الألوهية، وربط بين الإبل وبين السماء والجبال والأرض وهي أشد خلقاً تدليلاً على عظمة خلقهللإبل، ولما لها من مكانة عظيمة، فقد تم ذكرها في الكتب السماوية القديمة والقرآن الكريم والسنة المطهرة . خلق الله الإبل وجعل فيها أسرار وعجائب وحث الناس على التأمل في خلقها، وجعل تلك العجائب حافزاً على التفكر في عظمة خلقه ، حيث جعلها من الآيات الدالة على ربوبيته واستحقاقه الألوهية، وربط بين الإبل وبين السماء والجبال والأرض وهي أشد خلقاً تدليلاً على عظمة خلقه للإبل، ولما لها من مكانة عظيمة، فقد تم ذكرها في الكتب السماوية القديمة والقرآن الكريم والسنة المطهرة .
وبالرغم من أهمية الإبل فإنها لم تجد الاهتمام الكافي بالمقارنة مع الثدييات الأخرى من حيث الدم ووظائفه، وقدرة الإبل على تحمل ملوحته الناتجة عن تركيزه عند فقد سوائل الجسم إلى درجة لايمكن أن يتحملها مخلوق آخر، ومن حيث دراسة بيوكيميائية الدم والعناصر التي يحتويها والتي تساعد الإبل على تحمل الظروف البيئية الصعبة، من حر قائظ في النهار وبرد قارس في الليل وشح في الماء والكلأ .
مكـونـــــات الـــــــدم
يشكل الدم حوالي 7% من وزن جسم الإبل كما هو الحال في الحيوانات الأخرى ، وهو بصفة عامة عبارة عن سائل لزج وكثيف، ذو لون أحمر قاني بسبب وجود الخضاب (الهيموجلوبين) في داخل كريات الدم الحمراء . ويميل تفاعل الدم قليلا إلى القلوية حيث يبلغ الرقم الهيدروجيني (PH) في حدود 7.35 ويتكون الدم من :
1ـ مصل الدم (Plasma) ، وهو السائل الذي تسبح فيه كريات الدم، ويحتوي على كل عوامل التجلط والبروتينات مثل الزلال، ويقوم مصل الدم بنقل الغذاء المهضوم إلى جميع أجزاء الجسم، كما يحمل فضلات الغذاء إلى الكليتين والرئتين من أجل إخراجها خارج الجسم.


2ـ خلايا الدم ، وتشمل كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.
(أ) كريات الدم الحمراء، وهي الخلايا التي تعطي الدم اللون الأحمر بسبب وجود مادة الخضاب، وهي عبارة عن خلية استطاعت التخلص من نواتها بعد اكتمال نموها ونضوجها . حتى تستطيع القيام بدورها في الدورة الدموية وهو نقل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة المختلفة ونقل ثاني اكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين.
(ب) الصفائح الدموية، ويطلق علىها في الثدييــات خلايـــا الثرمبوسيـت (Thrombocytes) لتميزها عن غيرها من الفقاريات . وهي ليست خلايا حقيقية ولا تحتوي على نواة، وبها ستيوبلازم ذو شكل دائري غير منتظم ومظهر قرنفلي، وذو حبيبات تتجمع في شكل عناقيد. تنشأ هذه الخلايا من نخاع العظم، وتعتبر أصغر الجسيمات الموجودة في الدم، وهي محاطة بغلاف وتلعب دوراً أساسياً في المحافظة على ثبات الدم ودعم جدر الشرايين، كما أن لها القدرة على التقام الحبيبات الغريبة.
وتبعاً لنشاط مواد معينة كمادة الثرومبين والكولاجــين تمر الصفائح الدموية بمراحل التحـول اللزج فتتجمـع ثـم تنفصل مطلقة عوامل التخثر والتجلط، حيث يؤدي هذا إلى التغير في الشكل التركيبي للدم، مثل التحوصل والتجمع وفقدان المظهر الحبيبي.
(ج) كريات الدم البيضاء: وهي عبارة عن خلايا تتميز بأنها أكبر حجماً من كريات الدم الحمراء، وبأنها تحتوي على نواة وتأخذ أشكالاً مختلفة.
خصائص كريات الدم في الإبل
يمكن استعراض أهم خصائص كريات الدم في الإبل إلى مايلي:
كريات الدم الحمراء
تختلف كريات الدم الحمراء(RBC) في الإبل مقارنة مع الثدييات الأخرى بأنها مفلطحة (Thin) بيضاوية (Elliptic) عديمة النواة. ويسمح هذا الشكل المتفرد لكريات الدم الحمراء في الإبل بأن يجعلها تتحمل التقلبات الشديدة في تركيز المحتوى المائي تبعاً لجفاف أو رطوبة البيئة المحيطة بها، حتى أنها تستطيع فقد قرابة 50% من وزنها من الماء دون ظهور أعراض مرضية عليها، كما تستطيع ـ عند توفر الماءـ تعويض ما فقدته بسرعة كبيرة، ففي خلال 3 دقائق فقط يستطيع جمل وزنه 600 كيلو جرام أن يعوض ما قدره 200 لتر من الماء بعد أن يكون قد استمر لفترة تصل إلى 14 يوم بدون مـاء . أما غيرها من الثدييات فقد تموت من الجفاف إذا مرت بظروف مشابهة. ويرجع ذلك إلى أن فقد الماء في الإبل لا يظهـر أي تغير على شكل خلايا الدم الحمراء.
ومن خصائص كريات الـدم الحمراء في الإبل أن عددها في الحيوان البالـغ أكثر من عددهـا في صغار الإبل ـ الإناث والذكور على حد سواء ـ بسبب أن لها نصف عمر طويل قد يصل إلى 150 يوم .
ورغم عدم وجود نواة في كريات الدم الحمراء عند الإبل إلا أن نخاع العظام قد يقذف بعض كريات الدم المحتوية على نواة، والتي تصل إلى أوعية الدم العام ، ويحدث هذا في صغار الإبل حيث يكون مستوى الهيموجلوبين لديها أقل من المعدل الطبيعي. فضلاً عن ذلك فإن كريات الدم الحمراء في الإبل تمتلك خصائص فريدة تجعلها تختلـف في معظـم مؤشراتهـا عن كريات الدم الحمراء في الثديات الأخرى، . ومن أهم هذه الخصائص أن تفلطـح هـذه الكريـات ـ وليس كرويتها كما في الثدييات الأخرى ـ يجعلها تحتفظ بتركيز عالي من الأكسجين على سطحها ، الأمر الذي يسهل خروج الأكسجين إلى خلايا الجسم .
كريات الدم البيضاء
من المعلوم أن عدد كريات الدم البيضاء في صغار الإبل أكثر منها في الحيوانات البالغة، كذلك فإن غالبية كريات الدم البيضاء الموجــودة في الإبل هي من الخلايا متعادلـة الإصطباغ، مقارنة بدم الثدييات الأخرى التي تكون أغلـب خلايـاها من الخلايا الليمفاوية .
الصفائح الدموية
يتراوح عدد الصفائح الدمويـة في الإبل مابين 000،250-000،400/مم3 ، وتتميز بأنهــا أعـرض وأصغــر مـن الصفائـح في غيرهـا مـن الثدييــات، فمثــلاً عنـد مقارنــة الصفائــح الدمويـة في الثدييــات المختلفــة والإنسان بنظيرتهـا عنــد الإبـل نجـد أنهـا أكثر في مراحــل التحفيــز، حيـث أن لهـا سرعـة واضحـة في التوقــف الدائم لتكوين مـادة البروثرمبـين. ويرتبـط نشـاط هـذه الخلايـــا بوجـــود تضـــرر بكتيـري أو أعراض تسمم أو فقــد الـدم.
الكيميــــاء الحيــــويــــــة لـمـصــل الـــــدم فـي الإبــــل
ضمن الدراسات التي أجراها مركز أبحاث الجمال بجامعة الملك فيصل تم أخذ عينات الدم من عدد من الإبل والأغنام والأبقار التابعة لمحطة التدريب والأبحاث الزراعية والبيطرية بجامعة الملك فيصل. وبعد تجلط الدم تم فصل المصل (Serum) وتخزينه عند درجة حرارة ـ 205م لحين تحليله كيميائياً. وقد تم مقارنة نتائج المعايير والعناصر المختلفلة في مصل دم الإبل إحصائيا مع تلك التي تم الحصول عليها في مصل الأبقار والأغنام، ؛ وذلك كما يلي :ـ
سكـر الجلـوكـوز
أشارت الدارسة المذكورة إلى أن تركيز سكر الجلوكوز في مصل دم الإبل بلغ من 2 إلى 7،2 أضعاف تركيز السكر في مصل دم الأغنام والأبقار على التوالي . وتقوم الإبل كغيرها من المجترات بتحويل جميع المواد الغذائية في معدتها الأمامية إلى أحماض دهنية طيارة يتم امتصاصها واستخدامها كمصدر للطاقة واستخدامات أخرى ، وقد أشارت الدراسة إلى أن تركيز السكر في دم الإبل أعلى منه في دم الإنسان السليم . أما إذا ارتفعت نسبة السكر في دم الإبل فإن الفائض منه يتحول إلى نشأ حيواني ويخزن في الكبد.
وقد ذكرت الأبحاث أن الإبل إذا تعرضت للعطش فإن نشاط بعض الغدد ينخفض، وبالتالي ينخفض إفراز هرمون الإنسولين الذي يحول السكر الفائض إلى البول ليتم إذابته في كمية كبيرة من الماء، أو حبسه في الدورة الدموية بمعدلات عالية تبلغ أحياناً أكثر من عشرة أضعاف المعـدل الطبيعي في الدم دون أن تصاب بصدمـة مميتـة كما يحـدث في غيرهـا من الحيـوانـات.
اليـوريـا
تعـد اليوريـا إحــدى المـواد الهامة الأخرى فـي دم الإبل، وهي مـــادة تساعد الإبـل على تحمـل العطـش، حيث أن الإبل العطشى تمتص اليوريا بأكملها من الكلية وتعيدها مرة ثانية إلى الدم، بحيث يخرج البول خاليا من اليوريا. بينما يرتفع معدلها في الدم إلى مقادير لا ترى إلا في حالات الفشل الكلوي في الإنسان والحيوانات الأخرى. والحكمة في ذلك أن اليوريا مادة ماصة جاذبة للرطوبة، صائدة للماء . ولذلك فإن الإبل تحفظها في دمها لتحافظ بها على حجم بلازما الدم، ولتنقلها إلى خلايا الجسم لجذب الماء إليها).
فسيولــوجيـــا دم الإبــــل
أثبتت الدراسات التي أجريت في مركز ابحاث الإبل بجامعة الملك فيصل وغيره وجود اختلافات في بعض مكونات الدم تبعا للحالة الفسيولوجية للحيوان. وذلك كمايلي:
أثر العمر على المكونات البيوكيميائية
يلاحظ زيادة تركيز بعض مكونات الدم في صغار الإبل بالمقارنة مع أمهاتها. فمثلاً عند فصل بلازما الدم يبدوـ بالعين المجردة ـ أن لونه متعكراً. ويرجح أن يكون سبب ذلك إلى الزيادة في تركيز البروتين وثلاثي الجلسريد.
كذلك يبدو واضحاً نشاط بعض الإنزيمات في صغار الإبل بالمقارنة مع الإبل المسنة. ومن هذه الإنزيمات مايلي :
1ـ إنزيم اسبارتيت ترانسفريز (AST) ، ويزيد نشاطه 5،1 مرة في صغار الإبل بالمقارنة مع أمهاتها.
2ـ إنزيـم ألكالـين فوسفتيــز (AP) ويزيد نشاطـه بنحو 14 مرة فـي صغار الإبل بالمقارنة مـع أمهاتها. ويرجـع السبب في ذلك إلى أن هـذا الإنزيم له علاقـة بنمو العظـام ، فيكـون أكثـر تركيزا في صغار الحيوانات، ويقل مع تقدمها في العمر.
3ـ إنزيـــم ألـفـــا أميليــز (a amylase) ويزيد نشاطه عند صغار الإبل 7،2 مرة بالمقارنة مع أمهاتها.
أثر الجنس وفصول السنة على إنزيمات الدم
دلت التجارب على وجـود تأثيـر واضـح لدرجـة حـرارة الجو وجنس الحيـوان على نشـاط بعـض الإنزيمـات في دم الإبل، . فمثــلاً زاد نشــاط كــل مـن أسبارتيت ترانسفريز وآلانين ترانسفريــز وألكالـين فوسفتيز زيــادة معنويــة في فصـل الصيـف الحار بالمقارنة مع فصل الشتاء البارد، وعلى العكس من ذلك فقـد زاد نشـاط إنزيم لاكتيت ديهيدروجينز زيـادة معنويـة في فصل الشتـاء. ويرجع السبب في ذلك إلى تأقلم الإبل على الظروف المناخية بين صيف قائـظ وشتـاء بارد . كما أن ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف قد يؤدي إلى تسرب بعض الإنزيمات من الخلايا إلى بلازما الدم ، وهذا الاحتمال وارد مع إنزيم أسبارتيت ترانسفريز وألانين ترانسفريـز.
هذا وقد كان نشاط كل الإنزيمات أعلى في ذكور الإبل بالمقارنة مع نشاطها في النوق .
وترتبـط هـذه الفـروقات في أغلب الظن بجنـس الحيـوان، إذ أن إنـاث الحيوانـات تختلف عن ذكورهـا في النواحي التشريحيـة والفسيولوجيـة وإفرازات الغـدد وغيرهـا.

إرسال تعليق

Global For Vet

{picture#https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjR9FUe4NGNY0xtkt_Timb4uFEU9FtHpD9YwSsjcDe_D8VzEqveZGBWDtRljJooCKJgt78ssLM_GqA7hyphenhyphenD_Qn0m8yV6MsPtzlQw1IlHyG0sT06Qw51cp2GwKP_hxJNIxxF4k3jxGGhtZ0s/s0/%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%2584.jpg} اعجبك المقال يرجى مشاركة الموضوع لتعم الفائدة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.