لا يخفى على الجميع أهمية الإبل كمصدر من مصادر الأمن الغذائي في بلادنا وكذلك كإرث يخلد عبر الأجيال ومن هذا المنطلق نجد حرص حكومتنا الرشيدة على الثروة الحيوانية بوجه عام والإبل بوجه خاص ،ولعل تشريف سمو صاحب السمو الملكيالأمير سلطان بن عبد العزيز لرعاية اللقاء الدولي عن الإبل هو أكبر دليل على ذلك، من هذا المنطلق يجب علينا التفكير الجدي بوضع استراتيجية للتحسين الوراثي للإبل في المملكة ومن هنا نتساءل ما الاستراتيجية التي يمكن اتباعها للوصول إلى الأهداف المنشودة من التحسين الوراثي بطريقة اقتصادية؟ ومن ثم يجدر الاهتمام هنا بتوصيف استراتيجية التحسين الوراثي عن طريق الانتخاب التي أثبتت فاعليتها في البلدان المتقدمة والتي لاقت نجاحاً كبيراً في إدارة مواردها الحيوانية. ومن المعروف أنه ليس هناك في الحقيقة استراتيجية واحدة للتحسين الوراثي للإبل متبعة على الصعيد العالمي بل إن هذه الاستراتيجيات تختلف من بلد إلى آخر حسب القدرات العلمية والإمكانيات المادية .
ولعل معظم هذه الاستراتيجيات الناجحة ارتكزت على ما يلي :
1- الترقيم وتسجيل البيانات : ويعتبر التسجيل من أهم أسباب الوصول إلى أهداف التحسين الوراثي المنشودة لذا يجب ترقيم حيوانات القطعان الأصيلة وتسجيل بياناتها.
2- أهداف التحسين الوراثي : من خلال الدراسات في البلدان المتقدمة حيث يمكن تحديد أهداف التحسين الوراثي لكل سلالة أو على الأقل لأهم سلالات الإبل .
3- التقييم الوراثي : يمكن استعمال طرق التقييم الوراثي التي تمكن من تقدير القيم الوراثية وتجعل عملية الانتخاب موافقة لما تم رسمه في أهداف الانتخاب .
4- توزيع الجينات : من مركز للأصول الوراثية كما هو متبع في مركز الأصول الوراثية بمنطقة الخرج مثلاً لفحول بقر الحليب ومن ثم توزيع الفحول عن طريق التلقيح الاصطناعي .
5- الاعتماد على السائل المنوي المنتج محلياً : فالسائل المنوي المنتج محلياً له مميزاته التي تتمثل في سهولة الحصول عليه وكذلك توافر عنصر الأقلمة فيه نظراً لأنه من حيوانات قطعت شوطاً نحو الأقلمة تحت الظروف المحلية، ولكن من عيوب السائل المنوي المنتج محلياً أنه من حيوانات لم يتم تقييمها وراثياً وزيادة احتمال التربية الداخلية باستخدامها .
6- استيراد السائل المنوي من بعض الفحول المتميزة وراثياً : وذلك من بعض الدول المتقدمة المنتجة للإبل ولأهمية النوق الحلوب وكيفية المحافظة عليها وراثياً لذا يجب أن نركز على اختيار فحول التلقيح في القطعان ولهذا الغرض أعطى علماء وراثة الحيوان أهمية كبرى لتقييم الفحول من حيث قيمتها الوراثية وقد ساعد في ذلك دقة طرق التقييم واستعمال الحاسب الآلي ونجاح التلقيح الاصطناعي وتقنيات المحافظة على السائل المنوي ونقل الأجنة .
ويأتي السؤال كيف تختار الفحول وما أسلم طريقة لاختيارها التي تتناسب وهدف الخطة الإنتاجية لقطعان الإبل ؟
ولعل ما يجب أن نبدأ به هو إنشاء جمعية تعنى بمربي الإبل تقوم على وضع الاستراتيجية المثلى من أجل البدء بخطوات علمية للتحسين الوراثي وتعمل أيضاً على إيجاد طريقة سهلة لمراقبة الإبل وتسجيل إنتاجها مما يمكن من تحليل هذه البيانات وتقييم الحيوانات وراثياً، ولعل إقامة مشاريع تنهج النهج العلمي في التسجيل من أهم الخطوات المطلوبة .
إرسال تعليق